U3F1ZWV6ZTU0MzA5MzA3OTM3MzEzX0ZyZWUzNDI2MzAwNzYxOTYwNw==

المخدرات طريق الهلاك وضياع المستقبل _ لاندكيش نيوز

   

بقلم / المهندسة رحاب سويلم 

الإدمان ليس مجرد مشكلة فردية، بل قضية تمس كل بيت وكل أسرة، والحل يبدأ بالوعي والدعم الحقيقي لمن يحتاج إلى المساعدة. فمتعاطي المخدرات لا يكون أبدًا بكامل طاقته البدنية أو الذهنية، مما ينعكس سلبًا على أدائه المهني، ويفقده القدرة على التركيز والإنتاجية، الأمر الذي يؤدي إلى الإهمال في العمل وسوء اتخاذ القرارات. والأسوأ من ذلك، أن البعض قد يسلك طرقًا غير مشروعة في سبيل الحصول على المال لشراء المخدر، مثل الاستدانة أو السرقة أو حتى الاختلاس.  


إن الإدمان فيروس قاتل يدمر الفرد والمجتمع، لكن مكافحته لا تعني إغلاق الأبواب في وجه المدمن، بل مساعدته في تعديل سلوكه وفتح باب التوبة أمامه. ولعل الكثير من المدمنين يرغبون في التعافي، لكنهم يقفون عاجزين أمام تكاليف العلاج. وهنا يجب التأكيد على أن الدولة أتاحت فرص العلاج المجاني في مستشفيات الصحة النفسية ومراكز علاج الإدمان، حيث يتم توفير الكشف الطبي، الجلسات النفسية، والأدوية دون أي تكلفة. كما أن الحالات التي تستدعي الحجز تتلقى العلاج مجانًا طوال فترة التعافي.  


لذلك، لا عذر لمن يصرّ على التعاطي ويتهاون في البحث عن العلاج، فهو بذلك يتحوّل إلى خطر يهدد بيئة العمل والمجتمع بأسره. فكيف يمكن أن يُعهد إلى شخص هانت عليه نفسه وأهدر حياته في الإدمان بعمل خدمي أو إنتاجي؟ وكيف له أن يتقن عمله أو يكون أمينًا على مصدر رزقه؟ إن المدمن الذي يفقد إدراكه بمحض إرادته، لن يكون قادرًا على العطاء، بل سيكون مصدرًا لكل مكروه وسوء.  


إن المخدرات تنتشر في المجتمع كالفيروس، تدمر الشباب وتقودهم إلى طرق غير مشروعة، وتُعدّ من الأسباب الرئيسية للجرائم مثل السرقة والقتل والتفكك الأسري. فكيف لعائل أن يحرم أسرته من احتياجاتها الأساسية، في حين ينفق أمواله على هذا السم القاتل بلا تردد؟  


محافظة المنيا كانت من بين المحافظات التي حظيت بفرص واسعة للعلاج، حيث تم افتتاح مستشفيات ومراكز متخصصة لاستقبال الراغبين في التعافي. ولذلك، فإن المسؤولية تقع على عاتق الجميع في نشر الوعي حول مخاطر المخدرات وتشجيع المدمنين على طلب العلاج والعودة إلى حياتهم الطبيعية.  


رحم الله من فارقونا وأن يعين كل من يسعى لمكافحة هذا الداء الخطير.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة